آراءأهم الأخبارعمال

عيد مرسال يكتب : عمال الزراعة حُماة الأرض وشركاء الدولة في معركة الاكتفاء

 

في لحظةٍ كانت فيها مصر تواجه خطر ضياع مؤسساتها وتفكك هويتها، لم يكن الفلاح والعامل الزراعي بمنأى عن المشهد، بل كان شريكًا حقيقيًا في ملحمة ثورة 30 يونيو، انطلاقًا من إحساسه الفطري بالخطر الداهم الذي كان يهدد الأرض والرزق والوجود.

لم يكن من الغريب أن نرى تجمعات الفلاحين والعمال الزراعيين في القرى والمدن وهم يهتفون لمصر، ويقفون في وجه دعاة الفوضى، ويعلنون رفضهم لكل من سعى إلى استباحة أراضي الدولة أو العبث بمقدرات الريف.

لقد فهم العامل الزراعي أن حماية الأرض الزراعية هي حماية للوطن، وأن الحفاظ على مياه الري والأصول الزراعية قضية أمن قومي.

وعقب نجاح الثورة، أصبح تطوير قطاع الزراعة والري أولوية وطنية، وشهدت الدولة المصرية انطلاقة جديدة نحو مشروعات استصلاح أراضٍ كبرى، مثل توشكى ومستقبل مصر والدلتا الجديدة، والتي فتحت المجال لتشغيل آلاف العمال الزراعيين والفنيين والمهندسين.

ولكوني رئيس النقابة العامة للعاملين بالزراعة والري، أؤكد أن ما تحقق بعد 30 يونيو للعامل الزراعي لم يكن فقط في شكل فرص عمل، بل في استعادة قيمة العامل الريفي ودوره في المنظومة الإنتاجية، سواء من خلال إطلاق مشروعات إنتاج نباتي وحيواني، أو من خلال دعم صغار المزارعين ببرامج التمويل والتأمين.

وقد عملت النقابة خلال السنوات الماضية على توسيع قاعدة العمالة المنتظمة داخل القطاع، وضمان تسجيل العاملين في المنظومة التأمينية، كما ساهمت في إعداد برامج تدريب مهني ، تستهدف رفع كفاءة العمال والفنيين في مجالات الزراعة الذكية، والري الحديث، والتصنيع الزراعي.

وفي مواجهة تحديات شح المياه والتغير المناخي، شارك العاملون في الري في تنفيذ مشروعات تبطين الترع وتطوير نظم الري الحقلي، ما يعكس تحولهم من مجرد منفذين إلى شركاء في الاستراتيجية القومية لإدارة الموارد المائية.

وفي هذه الذكرى الوطنية الخالدة، تؤكد نقابة الزراعة والري أن العامل الزراعي سيظل خط الدفاع الأول عن أمن مصر الغذائي، وشريكًا للدولة في معركة الاكتفاء، حاملًا فأسه في يد، وعقله ووعيه في اليد الأخرى.

تحية للفلاح والعامل الريفي.. من جذور الأرض حتى عنان الجمهورية الجديدة.

 

عيد مرسال رئيس النقابة العامة للعاملين بالزراعة والري والصيد واستصلاح الأراضي ، والأمين العام لاتحاد نقابات عمال مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى