آراء

إسلام عبد الرحيم يكتب: المصريون يسطرون المجد على ضفاف النيل

حين نتحدث عن مصر، فنحن لا نتحدث عن وطنٍ عابرٍ في التاريخ، بل عن أصل التاريخ نفسه، نحن أبناء أول من خطّ الحرف، وأول من بنى الحجر، وأول من علّم البشرية معنى الحضارة والنظام والخلود، نحن أبناء الفراعنة أبناء من رفعوا الشمس على جدران المعابد، وسطروا المجد على ضفاف النيل.

من قلب الصحراء خرج أجدادنا ليبنوا أعظم حضارة عرفها الإنسان، لم تكن حضارة قوة وسلاح فقط، بل حضارة علم وفكر وفن وروح،

في مصر، وُلد الطب على يد إيمحتب، وازدهر الحساب والفلك والهندسة، وتألقت العمارة في أهرامات الجيزة التي ما زالت إلى اليوم لغزاً يحير العقول.

وفي معابد الأقصر والكرنك تجسدت الروح المصرية الخالدة، التي لا تعرف الانكسار ولا الزوال.

لقد علّم الفراعنة العالم أن المجد لا يُورّث، بل يُصنع وأن الهوية لا تُشترى، بل تُنقش في الوجدان.

نحن أحفاد من عبدوا الإله الواحد قبل أن يعرفه غيرهم باسم “آتون”، وأحفاد من قدّسوا الأمومة والعدل والحق في رموز “إيزيس” و“ماعت” و“رع”.

ورغم مرور آلاف السنين، ما زال فينا من دماء الفراعنة ما يُشعل الكبرياء في قلوبنا، فكل مصري اليوم يحمل في عروقه جينات المجد، وكل طفل يولد على أرض مصر يحمل في عينيه ظلّ الأهرامات وأسرار النيل.

إن الفخر بالماضي ليس ترفًا، بل هو مسؤولية، مسؤولية أن نحافظ على ما ورثناه من حضارة، وأن نُكمل المسيرة بعلمٍ وفكرٍ وإبداع، فمصر لم تكن يومًا حكاية تُروى، بل رسالة تُستكمل، وعظمة تتجدد في كل جيل.

فليعلم العالم أننا لسنا فقط من أبناء الفراعنة، بل نحن امتدادهم الحقيقي نحمل من روحهم العزيمة، ومن فكرهم العبقرية، ومن حبهم لمصر ذلك النبض الخالد الذي لا يموت.

تحيا مصر.. مهد الحضارة، وأم الدنيا، وقلعة المجد الأبدي.

إسلام عبد الرحيم يكتب: المصريون يسطرون المجد على ضفاف النيل

زر الذهاب إلى الأعلى