آراء

الدكتور فتحي حسين يكتب : كورونا وحقوق العمال في قطر !

إذا اردت ان تتحدث عن انتهاك حقوق العمالة في العالم فابحث عنها في دويلة اسمها قطر ،وحدث ولا حرج ، فعلي الرغم من ان العمالة الغير قطرية هم أكثر من المواطنين القطريين الا ان حقوق العمالة الوافدة إليها من كل مكان تهدر وتتعرض لشتي صنوف الظلم والعدوان علي حقوقهم في سنوات عديدة ماضية ولكنها زادت في السنوات الأخيرة وزاد الأمر سوءا في زمن كورونا الذي نعيش فيه بعدما تعرضت قطر الي اكبر خسائر في تاريخها المحدود وبسبب انحصارها من قبل دول الجوار العربي في اطار حالة تجميد العلاقات التي اقرتها الدول العربية الاربعة مصر والامارات والكويت والبحرين معها مؤخرا!

وكانت ضربة قاضية لاستثمارات قطر التي تستحوذ علي فائض كبير في الانتاج البترولي والغاز الطبيعي ولكن مع سوء حظها ان اسعار النفط والغاز اللذان شهدا انخفاضا ليس لهما مثيل خلال الشهور الأخيرة مما دعا قطر الي بيع اصول استثماراتها في اوربا حتي تستطيع حماية اقتصادها من الانهيار والذي انعكس بلا شك علي العمالة الوافدة هناك بشكل كبيرة ،
تم تخفيض الاجور ورواتب العاملين الاجانب بنسبة 30% ومنعهم من الميزات التي كانت تمنح لهم من قبل ،علاوة علي تقليل العمالة في معظم الجهات القطرية توفيرا للنفقات ،مع منع تام للحوافز والبدلات التي كان العمال يتقاضونها ،وكانت النتيجة ان تأثر الاقتصاد القطري بشدة نتيجة اعتماد الأعمال والاشغال علي اجانب ،حيث نادرا ما تجد قطري يعمل في مهم أقل من مدير او رئيس لشركة ما ! بالرغم من ترويج قطر الكاذب باستمرار بأن اقتصادها قوي عبر قناتها العميلة والغير مهنية علي الإطلاق الجزيرة الا ان الواقع يؤكد بان الاقتصاد القطري يعاني من ازمات طاحنة تكاد تعصف بمستقبله ، مثلما الحال في شقيقتها في العمالة والارهاب ،تركيا !

ومن هنا كانت معاملة قطر السيئة للعمال الاجانب والمصريين بالطبع وهو ما دفع بعضهم للعودة الي الوطن بعدما شاهدوا اهدار للكرامة والحياة هناك في قطر !

الأمر الاخر الذي ينذر بكارثة في قطر هو زيادة حالات الاصابة بكورونا اليومية هناك بسبب كثرة العمالة الاجنبية هناك ووجودهم في مكان واحد ويعيشون في غرف صغيرة ومتقاربين دوما مما ساعد علي زيادة الحالات اكثر من أي دولة عربية اخري !

وزاد الطين بلة عندما تعرضت شركات الطيران القطرية الي خسائر فادحة بسبب كورونا الأمر الذي دفعها الي بيع اكثر من 25% من اصول شركات الطيران بها ،علاوة علي تعرض اصولها بالخارج في الدول الاوروبية فرنسا وايطاليا وانجلترا الي الخسائر الفادحة بسبب كورونا وازدياد الحالات في هذه الدول وحول العالم !

ويضاف الي ذلك مقاطعة عربية لقطر وخطوط طيرانها مما جعلها شبه معزولة عن العالم ، فضلا عن خسائرها في تمويل الإرهاب حول العالم والعمليات الارهابية في مصر وغيرها من البلدان الأمر الذي دفعها الي بيع حصتها في أكبر المشروعات الاستثمارية حول العالم وتكبد خسائر لا حصر لها ! بعدما اصبحت قطر دولة تغرد خارج السرب العربي بتحالفها مع تركيا واسرائيل !

والنقطة الاهم في قضية انتهاك حقوق العمالة هي ان أسلوب الاستعباد والمعاملة غير الادامية للعمال في المجال الرياضي والذين يعملون في اعداد الاستادات الرياضية التي ستقام عليها بطولة تنظيم كأس العالم بعد انتهاء كورونا والذي ادي الي وفاة عدد كبير منهم بسبب العمل المستمر طوال اليوم !

بينما علي الجانب الاخر فان قطر لا تقترب من العمالة القطرية نفسها او المواطنين القطريين باي حال من الاحوال ،بل تمارس الكذب والخداع مع العمالة الاجنبية بتحديد راتب مختلف عن الراتب المتفق عليه وفي اماكن غير مناسبة وغير ادامية فضلا عن استغلال العمالة الاسيوية عن تعمد في اعمال قاسية وربما وضيعة وانتهاز حاجتهم للعمل والمال في ممارسة التسلط عليهم !

لذا فان قطر اليوم كتب بداية النهاية لاقتصادها ومستقبلها المليء بالعمالة مع الارهابين وتزييف الحقائق والعزف المنفرد بعيدا عن الهوية العربية من أجل اوهام واهداف شيطانية، لم ولن تتحقق الا في احلامهم المريضة واحلام اصدقائهم من الارهابيين الجبناء !

زر الذهاب إلى الأعلى