آراء

الدكتور حسني أبو حبيب يكتب : مظاهرة الذئاب وخونة الأوطان

ساق الراعي أغنامه إلى حظيرتها، وغلّق الأبواب كلّها، فلمّا جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة، ويئسوا من الوصول إليها، دبّروا خطة لتحرير الأغنام من الحظيرة.

في تلك الخطة توصلت الذئاب إلى أنّ الطريق هي إقامة مظاهرة أمام بيت الراعي يهتفون فيها بالحرّية للأغنام.

نظّمت الذئاب مظاهرة طويلة طافوا بها حول الحظيرة،
فلما سمعت الأغنام أن الذئاب أقامت مظاهرة تدافع فيها عن حرّيتهم وحقوقهم، تأثروا بها، وانضموا إليها، فبدأوا ينطحون جدران الحظيرة والأبواب بأقرانها حتى انكسرت، وفتحت الأبواب وتحرروا جميعا، فهربوا إلى الصحارى، والذئاب تهرول ورائها، والراعي ينادي ويصرخ مرة، ويلقي عصاه مرة أخرى ليصرفهم، ولم يجد فائدة من النداء ولا من العصا.

وجدت الذئاب الأغنام في بادية مكشوفة بلا راع ولا حارس، فكانت تلك الليلة ليلة سوداء على الأغنام المحررين، وليلة شهية للذئاب المتربصين.
في اليوم التالي لمّا جاء الراعي إلى الصحراء التي وجدتْ الأغنام فيها حرّيتهم لم يجد إلّا أشلاء ممزقة وعظاما ملطخة بالدماء…

أسطورة قد سمعتموها!
لكن ما أشبه مظاهرة ذئاب العالم لسلب ونهب وسرقة ثروات وطننا العربي والسيطرة على بتروله وذهبه وورقه.

وإذا كان هذا شيئا مؤسفا لكن المؤسف حقا أننا نرى بعد هذا كله (من ضياع للدول وتشريد للشعوب) أن الفئات الضالة والجماعات المارقة وخونة الأوطان ما زالوا مصرين على ضلالهم وغيهم وهذا ما يؤكد عمالتهم وخيانتهم.

فهلا اعتبرنا من ضياع عراقنا وشامنا ويمننا ومغربنا بدعوة الحرية وكسر القيود. ف (إنا لله وإنا إليه راجعون).

زر الذهاب إلى الأعلى