آراء

وسام الجمال يكتب : الحداد بشريط

عندما نفقد إنسان عزيزا علينا كان ينتابنا شعور بقرب الأجل حتي أصبحت كلمة ألموت تساوي أصعب الألم.
وكانت مظاهر الحزن تختلف في القرية عنها في المدينة فالمدينة كل ملهو ومشغول في حاله حتى أنك ممكن تجد في الجنازة علی الأكثر عشرون شخصاً أما في القرية فكانت القرية تخرج كلها يشيعون المتوفي وكان الحزن يعم القرية كلها خاصة إن كان المتوفي شابا ًصغيراً وغالباً كانوا يصحبونه إلى قبره بالزغاريد. بالإضافه إلى عدم فتح التليفزيون ومن الممكن إلغاء أفراح كانت بنفس شارع المتوفي.

مرت الأيام وتطور الحزن لوضع شريط أسود على صورة المتوفي في أحد أركان المنزل وتحولت حالة الحزن إلى حداد بشريط دون المساس بوسائل الترفيه بعد مرور ثلاث أيام ليس إلا.

ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى وضع إيموشن الحزن على صفحات الفيس بوك واصبح أسرع وسيلة لنشر خبر الوفاة الذي كان نشره يستلزم خروج حناطير للإعلان عن وفاة فلان وموعد الدفن والعزاء.

لماذا تطورت الأمور إلى الاسوأ وأصبحت مشاعر حزننا وسيلة دعاية على صفحات الفيس بوك ووسائل التواصل الإجتماعي ما الذي تغير في حياتنا أم أننا إعتدنا الفقد فأصبح الحداد بشريط.؟
yoast

زر الذهاب إلى الأعلى