آراء

د . فتحي حسين يكتب : سقطة اخلاقية واعتذار غير مقبول !

لم يخطيء الإعلامي تامر أمين في حق الصعايدة أو المرأة الصعيدية فحسب ،عندما صدرت منه كلمات وألفاظ بها إهانة بالغة في حقهم عامة وحق المرأة الصعيدية العظيمة بصفة خاصة ،بل أخطأ ايضا في حق الشعب المصري كله ،بكل مواطنيه شمالا وجنوبا، من الصعايدة والفلاحين وكل من يعيش في هذا البلد العظيم!

لم يدرك هذا الإعلامي المتهور مدي خطورة ما قاله في حق جماعة الصعايدة الذين هم أصل هذا البلد العظيم والذين شيدوا وعمروا وبنوا قلاعا واقتصادية وأخرجت بطون نساءه ملايين من العلماء والأطباء والمهندسين والمفكرين والمثقفين والفنانين والإعلاميين كانوا ، ولا يزالون، منارة البلاد وأسباب تقدمه !

لم يدرك تامر أن اعتذاره الدبلوماسي الخبيث لن يقبله الشعب المصري و كل صعيدي بصفة خاصة أو اي مواطن مصري شعر بالإهانة من كلام المذيع المهين والكاذب والغير صحيح بالمرة والغير مسؤل لانه لا يعرف حقيقة وقيمة الصعايدة جيدا ،بل ان ما قاله يدل علي جهله التام وعدم معرفته بطبيعة الصعايدة ومعيشتهم الحقيقية، لان فاقد الشيء لا يعطيه، وربما تحدث كلامه في حق المرأة الصعيدية للاستعراض وتحقيق مشاهدات وتريند علي اليوتيوب دون أن يدرك خطورة ما قاله وتأثيره النفسي علي المرأة الصعيدية والتي تقدر بمليون رجل في المواقف الصعبة وفي الشدائد والتي تتطلب الصبر والعزم وقوة التحمل والصلابة وهذا معروف عن المرأة الصعيدية منذ آلاف السنين وهي التي لا تقبل بأي حال من الأحوال أن تذهب لكى تعمل في مهنة الخدامة أو المساعدة في البيوت كما يقول الاخ المتهور تمورة !

والامر الاخر أنه في هذا الكلام إهانة بالغة للسيدة الصعيدية وتحقير وتنمر علي مهنة الخدم وهي مهنة مثل أي مهن يعمل بها البسطاء من أجل العيش بكرامة ولكنه تحدث عنها بسخرية وتهكم غير مقبول بصورة تحقر وتدني من يعمل بها !

وينطبق المثل العامي ” جاء يكحلها عماها” علي ما قاله تامر بحق أسياد هذا المجتمع والذين بنوا مصر بحق وادخلوا إليها عملات صعبة أجنبية من خلال سفرهم الي الدول الخليجية منذ سنوات طويلة ، وانتجوا زراعات متنوعة للغذاء و صناعات وقلاع وساهموا في تنمية اقتصاد البلاد..!

ولكن عندما تسأل الاخ تامر ماذا قدمت لمصر ؟ ستجد الإجابة : لا شيء علي الاطلاق فهو مجرد مذيع أو اعلامي وظيفته التحدث فقط وهو لم يقدم لنا سوي الفضائح وكلام الستات والجلوس مع الراقصات والتشاجر معهم علي شاشات الفضائيات والاتهامات التي تلاحقه من وقت لآخر !

اعتقد ان اعتذار تامر عما بدر منه في حق الصعايدة وفي حق المرأة الصعيدية العظيمة لن يقبل ولن يغفره له الناس والزمن مهما مرت الايام، ليس بسبب فداحة ما قاله في حق بنات الصعيد وانما لجهله بحقيقة الصعايدة ودورهم في المجتمع!

وماذا قدموا لمصر منذ مئات السنين ،فكلنا نتذكر رفاعة رافع الطهطاوي من محافظة سوهاج وماذا قدم للتعليم والثقافة والأمام محمد عبده وغيرهم من المفكرين والأدباء والفنانين والمشايخ مثل د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق من سوهاج والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي من قنا وغيره من العظماء من حكام مصر مثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من اسيوط والذي ساعد علي تملك الفلاحين لافدنة من العدم وأمكن من تعليمهم وتثقيفهم وتوظيفهم أيضا!!

لم يدرك تمورة أن ما قاله بالخطأ قد فتح عليه نيران جهنم ويدل في الوقت نفسه أنه لا يدرك ما يقوله ولا يعقله وليس له علاقة بالاعلام علي كل الاحوال ،لان الإعلامي لا ينبغي أن يهين اي فئة من فئات الشعب المصري ولا يتنمر عليهم بهذا الأسلوب البذيء والقميئ والغير أخلاقي بالمرة !

ادعو المجلس الاعلي للإعلام أن يقوم بتحويل الإعلامي المتهور تامر أمين الي التحقيق وانزال عقوبة شديدة تصل إلي ايقاف برنامجه وإيقاف ظهوره علي الشاشة لمدة عام علي الأقل حتي يكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأي فئة من فئات الشعب المصري !
ولا ننسي أن الرئيس السيسي قد اثني علي الصعايدة في مواقف عديدة ومتنوعة وأنهم يتميزون بالصلاة والقوة والصبر والإخلاص في العمل .
وحرص السيسي علي قول ذلك في مناسبات عديدة للتأكيد علي قوة مصر ووحدتها ووحدة شعبها العظيم.

اعتقد ان سقطة تامر امين في حق الصعايدة ليست سقطة مهنية فقط بل هي سقطة أخلاقية ينبغي أن يعاقب عليها بالقانون لانه أساء لجزء كبير جدا من شعب مصر بل أساء لكل شعب مصر الذين هم في الاصل لحمة واحدة وجسد واحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي!!
Yoast

زر الذهاب إلى الأعلى