تحقيقات و ملفات

رائد» تشارك في طرح تحديات المناخ وتستعرض تجربتها في حشد المجتمع المدني

كتب- باسم جويلى

تستعد الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، بقيادة الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام للشبكة، للمشاركة بقوة في الأنشطة المصاحبة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27) في مدينة شرم الشيخ، في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، لتواصل بذلك مسيرة مشاركاتها الناجحة في مؤتمرات قمة المناخ، كممثل وحيد معتمد من المجتمع المدني المصري لدى الأمم المتحدة.

ومن المنتظر أن تنظم شبكة «رائد»، خلال مؤتمر شرم الشيخ، جلسة حوارية تضم خبراء البيئة العرب، وأعضاء الشبكة، والمؤسسات العربية الفاعلة في مجال المناخ المشاركة في المؤتمر، لعرض قصص النجاح العربية، ولاسيما مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، التي أطلقتها الشبكة، بالشراكة مع المكتب العربي للشباب والبيئة، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، وهي المبادرة التي عملت على بلورة جهود الجمعيات الأهلية في نشر الوعي البيئي بالمحافظات المصرية، وتحقيق الاندماج بين جودها وجهود المؤسسات والوزرات والقطاع الخاص، لتحقيق هدف حماية المناخ، وأهداف التنمية المستدامة.

وسبق للشبكة العربية للبيئة والتنمية أن نظمت جلسة مهمة ضمن الأنشطة المصاحبة لقمة باريس لتغير المناخ في عام 2015، حول «نزوح السكان الناتج عن تغير المناخ»، وكان ذلك هو النشاط العربي الوحيد الذي نظمه المجتمع المدني العربي طوال انعقاد المؤتمر، في حين شهدت القمة زحاماً غير مسبوق من ممثلي جمعيات وشبكات ومنظمات أهلية من دول غير عربية، لتنظيم فعاليات جانبية.

شارك في الجلسة كل من الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس شبكة «رائد»، والدكتور جمال جاب الله، مدير برنامج البيئة بجامعة الدول العربية السابق، ونينا بركلاند، ممثلة المجلس النرويجي للاجئين، وعدد من خبراء وعلماء البيئة وناشطي المجتمع المدني.

شهدت تلك الجلسة حواراً ساخناً، حينما أبدى «جاب الله» ملاحظاته حول الاتجاه العام للدول المشاركة في مؤتمر المناخ بإقرار نص يتضمن عدم تجاوز الزيادة في درجة حرارة الغلاف الجوي عن 1.5 درجة، حيث أكد أن هذا المستوى من شأنه تهديد الاقتصاد والتنمية في البلدان العربية، وقال إنه رقم غير واقعي وليس قائماً على أسس علمية، واعتبر أن لغة المصالح والألاعيب السياسية تدخلت لتحل محل لغة العلم.

وأضاف مدير برنامج البيئة بالجامعة العربية، في ذلك الوقت، أن المنطقة العربية لا تطلب سوى أن يكون الاتفاق عادلاً ونزيهاً مبنياً على الشفافية، مؤكداً تمسك الدول العربية بمستوى درجتين، بدلاً من درجة ونصف، بالإضافة إلى إتاحة وقت أطول أمام الدول العربية، لتنويع مصادرها الاقتصادية.

وناقشت الجلسة أثر تغيرات المناخ على هجرة السكان في مناطق مختلفة من العالم، وعلى المنطقة العربية خصوصاً، وألقت الضوء على المشروع الذي نفذته الشبكة تحت عنوان «الحد من النزوح الناتج عن التغيرات المناخية»، في إطار التكيف مع تغيرات المناخ بمنطقة شباب الخريجين، في شمال الدلتا، وهي منطقة تقدم لمصر ثلث احتياجاتها من الخضر والفاكهة، وتشهد في الوقت نفسه هجمات متتابعة من الجفاف والفيضانات.

وأوضح الدكتور عماد الدين عدلي، في تلك الجلسة، أنه تم من خلال المشروع تسيير حملات ضمت ممثلي الوزارات المعنية، مثل الزراعة والري والبيئة والتنمية المحلية وغيرها، بالإضافة إلى المجتمع المحلي، وتم تنفيذ عدد من ورش العمل لتوعية السكان بطرق التكيف مع تغير المناخ، كما تم تدريب عدد من الكوادر المتخصصة لرصد الموارد الطبيعية وتأثرها.
ومن جانبها، قالت نينا بركلاند إن نزوح السكان بسبب تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط زاد ليصل إلى نحو 20 مليون نسمة، وقد تضافرت العوامل المناخية مع الظروف السياسية، في بعض المناطق كالصومال، لزيادة حدة النزوح من المناطق المعرضة

وأكد كريستيان ستوفاييس، الخبير الفرنسي في مجال الطاقة الشمسية، أن بلدان منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى نقلة نوعية في إنتاج واستهلاك الطاقة، وإلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية المعتمدة على الطاقة الشمسية، التي توفر لها البيئة الطبيعية فرصاً هائلة للنمو، وأضاف أن الدول العربية يمكنها إنتاج 30 جيجاوات من الكهرباء اعتمادا على الطاقة الشمسية عام 2020، يمكن أن ترتفع إلى 100 جيجاوات عام 2050، ثم إلى 150 جيجاوات عام 2040، وهذا سوف يحد كثيراً من انطلاق الكربون للغلاف الجوي.

وقد شاركت شبكة «رائد» بنجاح في الفعاليات التالية لمؤتمر باريس، بحيث يكون مؤتمر «شرم الشيخ 2022» محطة جديدة من خطوات نجاح الشبكة العربية، في توصيل الصوت العربي للمجتمع المدني الدولي، والتفاعل مع قضايا البيئة والمناخ.
صورة ومعلومة: المرونة المناخية

زر الذهاب إلى الأعلى