مصر تستعرض تجربتها الرائدة في توظيف الذكاء الاصطناعي لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة

كتبت : ميادة فايق
استعرضت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، ملامح التجربة المصرية في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتمكين هذه الفئة وتعزيز دمجها في المجتمع، وذلك خلال كلمة بارزة ألقتها خلال مشاركتها في المائدة المستديرة المنعقدة تحت عنوان “استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم الشمول وتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة”، ضمن فعاليات الدورة الـ18 للدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك .
وأكدت الدكتورة إيمان كريم، في كلمتها، أن الدولة المصرية أدركت مبكرًا أهمية التكنولوجيا كأداة محورية لضمان تكافؤ الفرص، وحرصت على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في منظومات التحول الرقمي، من خلال مجموعة من السياسات والمبادرات النوعية التي شملت إتاحة الخدمات الحكومية إلكترونيًا، وطباعة المحررات القانونية بطريقة برايل، لضمان سهولة الوصول إلى المعلومات.
واستعرضت المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة أبرز الجهود الوطنية في هذا المجال، مشيرة إلى تأسيس “الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا الأشخاص ذوي الإعاقة” التي تُعنى بتنمية المهارات التكنولوجية لهذه الفئة، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات ذكية تخدمهم في حياتهم اليومية، مثل تطبيق “قارئ الشاشة” للصم، وتطبيق “فلوسي” للمكفوفين لتمييز العملات النقدية، وغيرها من الأدوات الرقمية التي تشكّل “أبواب تواصل حقيقية”.
وفي إطار دعم التعليم الدامج، أوضحت د. إيمان كريم أن الدولة زوّدت مدارس التربية الخاصة والمدارس الدامجة بأجهزة تعليمية مساعدة، وبرامج ناطقة، وطابعات برايل، فضلاً عن قاموس لغة الإشارة الإلكتروني، مما ساهم في دعم أكثر من 186 ألف طالب مدمج و49 ألف طالب في مدارس التربية الخاصة خلال العام الجاري.
كما لفتت إلى إنشاء 27 مركزًا جامعيًا مخصصًا لدعم الطلاب ذوي الإعاقة، وتم تجهيزها بتكنولوجيا تعليمية متقدمة، إلى جانب مشاركة المجلس في مشروع DAISY الذي يُحوّل الكتب المقروءة إلى نسخ صوتية تخدم المكفوفين وضعاف البصر، بالإضافة إلى تنظيم ندوات متخصصة ناقشت دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي سياق تعزيز الدمج الثقافي، أشادت بتجربة المتاحف المصرية في استخدام “القلم الناطق” الذي يُتيح للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية التفاعل مع المعروضات بطريقة شاملة وملموسة.
وفي مجال الابتكار، أشارت إلى تنظيم هاكاثونات وطنية تهدف إلى دعم مشروعات ريادة الأعمال، خصوصًا تلك التي يقودها شباب من ذوي الإعاقة، مشددة على أن الدولة تعمل حاليًا على تطوير المواقع الحكومية لتكون أكثر شمولًا وسهولة في الاستخدام.
واختتمت الدكتورة إيمان كريم كلمتها بتقديم مجموعة من التوصيات الرامية إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، أبرزها: إنشاء منصة إقليمية لتبادل الحلول والتجارب الناجحة، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة في تصميم وتقييم أدوات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق التعاون الدولي لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات، مع التركيز على النماذج القابلة للتطبيق.
وأكدت أن التكنولوجيا لم تعد رفاهية، بل باتت حقًا أساسيًا لضمان العدالة وتكافؤ الفرص، مشددة على أن الهدف الأسمى لمصر هو بناء مجتمع دامج لا يُترك فيه أحد خلف الركب.