الشريف: تضافر الجهود بين المؤسسات البحثية والحكومات يشكل عاملاً أساسيًا في بناء ثقافة سلام حقيقية ومستدامة

قال محمد فتحي الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات وعضو مجلس إدارة مؤسسة رسالة السلام العالمية، إن المؤتمر العلمي الدولي «السلام بين الشعوب» يمثل منصة هامة لتبادل الرؤى والخبرات حول سبل تعزيز الحوار والتفاهم بين الأمم، مشيرًا إلى أن مشاركته تأتي لتعزيز رؤية مؤسسة رسالة السلام العالمية في ترسيخ ثقافة السلام والتعاون بين الشعوب.
وأوضح الشريف خلال كلمته، التي ألقاها الأربعاء 28 أكتوبر في العاصمة الروسية موسكو داخل حرم الجامعة الروسية للرياضة، أن المؤسسة تسعى إلى تقديم نموذج علمي واستراتيجي في التعامل مع قضايا النزاع والسلام، معتمدًا على دراسة معمقة للعوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تؤثر في ديناميات السلام العالمي.
وأضاف أن المؤسسة تعتمد على أسس علمية ومنهجيات بحثية دقيقة لضمان استدامة مشاريعها ومبادراتها في مختلف المناطق، بما يحقق توازنًا بين الأهداف النظرية والواقع العملي على الأرض.
وأشار الشريف إلى أن كلمته تأتي في إطار ورقة بحثية قدمها خلال المؤتمر العلمي العملي الدولي بعنوان «المسار الصحيح وزوايا التوضيح: مرتكزات مؤسسة رسالة السلام العالمية»، والتي ركزت على استعراض الأسس العلمية والاستراتيجية التي تعتمدها المؤسسة في دعم السلام وبناء التفاهم بين الشعوب، مع إبراز التجارب العملية والمبادرات الميدانية التي تؤكد جدوى المنهج العلمي في تحقيق أهداف السلام المستدام.
وتناول الشريف في ورقته البحثية عدداً من مرتكزات المؤسسة التي تشمل تعزيز الحوار بين الثقافات، تطوير برامج التعليم والتوعية بالسلام، بالإضافة إلى دعم المبادرات المجتمعية التي تعزز من قدرات الشباب على العمل المشترك وتجاوز النزاعات.
كما سلط الضوء على أهمية بناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية لضمان تضافر الجهود في خدمة أهداف السلام، مؤكدًا أن هذه الشراكات توفر منصة لتبادل المعرفة والخبرات وتحقيق أثر ملموس على المستوى الإقليمي والدولي.
وشدد الشريف على الدور الذي تلعبه مؤسسة رسالة السلام العالمية في رصد وتقييم مخرجات مشاريع السلام، بما يسمح بتعديل السياسات والبرامج بشكل مستمر لتحقيق نتائج أكثر فعالية، مشيرًا إلى أن المؤسسة تتبنى رؤية شاملة تقوم على التوازن بين البحث العلمي والتطبيق العملي، وهو ما يجعلها قادرة على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة لقضايا النزاعات والصراعات.
كما أبرز أهمية التركيز على النماذج المجتمعية الناجحة، ودراسة تأثير السياسات العامة على سلوك الأفراد والجماعات، لضمان تصميم برامج عملية قادرة على التكيف مع مختلف البيئات الاجتماعية والسياسية.
وأشاد الشريف في ختام كلمته بجهود وزارة الرياضة الروسية والجامعة الروسية للرياضة في رعاية المؤتمر، مؤكدًا أن تضافر الجهود بين المؤسسات البحثية والأكاديمية والحكومات يشكل عاملاً أساسيًا في بناء ثقافة سلام حقيقية ومستدامة، داعيًا جميع المشاركين إلى تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة لتحقيق أهداف المؤتمر في تعزيز الحوار بين الشعوب وبناء عالم أكثر استقرارًا وأمانًا.
الشريف: تضافر الجهود بين المؤسسات البحثية والحكومات يشكل عاملاً أساسيًا في بناء ثقافة سلام حقيقية ومستدامة








