آراء

خبيرة التنمية البشرية أمل حسن تكتب : هل نحتاج إلى جرس إنذار

نعيش اليوم في عالم كثرت فيه المشاغل، نقصِّر في واجباتنا و يلهينا الزمن بعض الاحيان ؛ وقد نكون غافلين عمن حولنا ؛ هنا نحن نحتاج إلى من ينبهنا بجرس إنذار لننتبه ؟،

وأحيانا قد يكون هذا التنبيه قاسياً وعنيفاً سواء من الشخص نفسه وكأنه يقول لنا أنا هنا! فقد يكون عن طريق طلب طلاق من الزوجة؛ أو بطلاق زوج لزوجته أو تعمد الابن الرسوب وكأنه يعاقب والديه؛ وقد يكون هروب ابن أو ابنه من المنزل. وقد يكون التنبيه من الله سبحانه وتعالي في شكل بلاء أو مرض أو موت ابن أو ابنه أو موت أحد الوالدين لينتبه الشخص لباقي أفراد أسرته، وقد نتألم من هذا التنبيه، لكن التنبيه هنا مسألة ضرورية وهامة للعودة إلى الطريق القويم.

والسؤال الآن هل أنت منتبه لمن هم بحاجتك؟؟ أم تحتاج إلى من ينبهك؟؟
فالعالم اليوم أصبح ملئ بالمشاغل وانشغال كل فرد في تلبية حاجاته الخاصة ومتطلباتنا فقط، وقد ننسى في زحمة الأحداث واجباتنا أحيانا تجاه الله عز وجل.. وأحياناَ تجاه انفسنا؛ أو تجاه الوالدين وبرهما أو أحدهما أو قد يكون تجاه أبناءنا و أهلنا أو تجاه جيراننا ومجتمعنا ومن يحتاجون لمساعدتنا. عندما فكرت في كل ذلك من خلال التجارب التي نمر بها هنا وهناك؛ تذكرت قصة إنسانية في قمة الروعة ڨرأتها من فترة، فأحببت أن أحكيها كماقرأتها

كان هناك رجل ثري ينطلق مسرعاً بسيارته الفارهة في أحد الشوارع ، فسمع صوت شيء يرتطم بسيارته بقوة! أوقف الرجل سيارته، نزل منها مسرعاً، دار حول سيارته فإذ به يرى ضربه قوية على مؤخرة سيارته.تأكد له فيما بعد أن حجراً كبيراً أصاب سيارته في الباب الخلفي واحدث به تلفاً كبيراً، تلفت الرجل حوله فراي ولداً صغيراً يقف بجانب الطريق، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق.. إتجه الرجل نحوه وهو يشتعل غضباً، أمسكه بكتفيه وهزه بعنف وهو يصيح مخاطباً الولد: أيهاالمجنون!! لماذا ضربت سيارتي بحجر؟ أنظر إلى حجم الضرر الذي أحدثته بسيارتي! ألا ترى أنها سيارة حديثة وقيمة، هل تعلم كم سيكلفك أنت وابوك ثمن إصلاح السيارة؟

شعر الولد بالخوف وقال للرجل: أنا آسف جداً ياسيدي.. لقد مضي عليً هنا وقتاً طويلاً وأنا أقف عند حافة الطريق، وألوح بيدي محاولاً لفت إنتباه أي أحد من الماره.لكن دون جدوى لم يقف أحد لمساعدتي! أنظر هناك، إن الولد الذي تراه في تلك الحفرة هو أخي الأكبر وهو مشلول، لقد كنت أدفعه علي كرسي متحرك في إتجاه قريتنا، ولكن تدحرج الكرسي وهوى في تلك الحفرة، وأنا كما تري صغيراً ولا يمكنني حمله وإخراجه من الحفرة، فهل لك أن تساعدني وتخرجه من الحفرة وتجلسه علي الكرسي، وبعد ذلك يمكنك أن تاتي لأبي وتأخذ منه ثمن إصلاح باب سيارتك.

سكن غضب الرجل واندفع نحو الحفرة وأخرج منها الولد المشلول واجلسه على مقعد السيارة الخلفي، ورفع الكرسي في صندوق السيارة، وطلب من الولد الصغير أن يركب بجانبه ليدله علي بيتهم.
عندما وصلوا للبيت أنزل الرجل الولد المشلول واجلسه علي الكرسي، ودفعه حتي باب منزلهم، ثم اتجه نحو سيارته، لكن الولد الصغير أوقفه وطلب منه الدخول ليقابل أباه وياخذ قيمة إصلاح السيارة. شكره الرجل، وقال بلطف
لن آخذ منكم قيمة الإصلاح، بل ولن أصلح سيارتي، مع إني أستطيع ان أفعل ذلك، لكن سأبقي على هذه الضربة في جانب سيارتي لتكون تذكاراً لي حتي لا يضطر إنسان آخر أن ينبهني بحجر.. انتهت القصة.

لذلك كلام في سرك يجب أن نتفكر في مغزي القصة ونتعلم منها ونأخذ منها العبرحتي لانحتاج لمن ينبهنا بحجر وهذا جرس إنذار.

زر الذهاب إلى الأعلى