آراء

شعبان محمد شحاتة يكتب: قصاص الأثر

لقصاص الأثر طرق وأساليب في الكشف عن الجرائم وهي مهمة لبعض البدو في الصحراء وقد يتوارثها الابن عن الأب أو الجد فقد جلست مع أحد قصاصى الأثر ذات مرة وقال إنه تعلم هذه المهنة من أبيه وأبيه تعلم من جده وجلس يسرد حكايات عن قص الأثر حتى الجد السابع أو السادس وأن مهنته تعتمد بالدرجة الأولى على الفراسة والذكاء بالإضافة إلى الخبرات

ومن أقوال قصاصي الأثر:1 الأعمى آثار أقدامه قصيرة جداً وسيره متعرج، والأعور فإن الاتجاه يكون ناحية العين السليمة.۲ للتفريق بين الجمل الأبيض والأسـود فـالـجـمل الأبيض يكون بالخف شـعـر أمـا الأسود فلا يوجد شعر بخفه وبالتالي تظهر أثار الشعر في خف الجمل الأبيض ولا يظهر أية أثار للشعر في خف الجمل الأسود.

3 الشخص البدين أو الذي يحمل حملا ثقيلا يكون طبعة أثره غائرة في الأرض وخـاصـة مـؤخـرة القدم، وعلى العكس من ذلك النحيف أو الذي لا يحمل شيئاً ثقيلاً.

٤ لمعرفة الرجل من المرأة قدم المرأة يكون جميعه مطبوعا في الأرض فيظهر شكل الأثر ناعما والخطوات متقاربة أما قدم الرجل فتكون أكبر في الحجم وخاصة المقدمة والخطوات تكون متباعدة.

5 الشخص الذي يمشي للأمام تأخذ أصابعه بعض التراب وتعمل بعض الخطوط إلى الأمام أما الذي يمشي إلى الخلف فالكعب يأخذ بعض التراب إلى الخلف ويترك خطوطا إلى الخلف أيضاً.

6 لمعرفة ما إذا كان الشخص قد استخدم المشي أو الجرى فإنه يسترشد بطول الخطوة.

آثار الأقدام :يقول العقيد قدرى عبد الفتاح أثر القدم قد تكون طبعة قدم (أو بصمة تراب) وتتولد طبعة القدم حين تطأ القدم مادة لينة كالتراب أو الرمل أو الطين أو الجليد أو ما إلى
ذلك، أما بصمات القدم فتتكون على قاعـدة صلبة حين تكون القدم أو النعل أو كعب الحـذاء ملوثا بـمـادة أجنبـيـة كـقـذارة الطريق أو التـرب أو الدقيق أو الدم، وقـد تكون بصمات القـدم خفية أيضا إذا تخلفت عن القدم أقدام عارية أو مغطاة بجوارب على سطح أملس

آثار الإطارات :آثار السيارات والدراجات أو أي آلة إما أن تتخلف على سطح جاف، أو على سطح لين وعن طريق مضاهات آثار الإطارات لمعرفة نوع الكاوتشوك والسيارة وفي حالة الاشتباه في سيارة تؤخذ آثار إطاراتها في ظروف مماثلة لظروف الحادث أو الوقعة لمعرفة الحقيقة.ومن الممكن الاستفادة من أي أثر كحذاء في مسرح الجريمة أو علبة سجائر أو أعقابها أو سكين أو طلقة نارية أو فأس أو خشب أو بصمة أصابع أو قفازات… إلخ.

ويجب على الضابط المحقق أن يكون في غاية الذكاء والفراسة ولا يهمل أي دليل يقوده إلى الجريمة وأن يراعى ضميره ويخاف الله.

وفي النهاية يجب على المحقق الاستعانة بالمختصين وأصحاب الخبرة كالمعمل الكيميائي والطب الشرعي أو معمل فرز الأسلحة والطلقات أو الطب الشرعي لتشريح
الجثة لمعرفة سبب الوفاة وخاصة في قضايا القتل.

وأذكر في عام ١٩٩٢م أوكل إلى الادعاء بالحق المدني في قضية جنايات أمـام محكمة جنايات المنيا بصعيد مصر وكادت القضية تقيد ضد مجهول أو قضاء وقدر حيث أن المجرمين قد نفذوا جريمتهم وأخـفـوا معالم الجريمة، ووقائع القضية أن
المجنى عليه القتيل كانت عنده سيارة تويوتا وفي الليل أثناء عودته من الجبل إلى منزله أوقفوا المجنى عليه على أنهم ركاب وركبوا معه ودارت مناقشات ومناوشات وأخرج
أحدهم وكانوا ثلاثة أنفار أخرج أحـدهـم فـرد صناعة محلية وأطلق طلقة أودت بحياة المجنى عليه وذلك خارج السيارة ثم وضعوه داخل السيارة وبعد مسافة وضعوه على
الدركسيون وقاموا بسكب البنزين على الجثة والسيارة وأشعلوا النيران فيها وفي الصباح اكتشف المارة الجريمة ولولا أن الطب الشرعى حلل بقايا العظام المتبقية من الحريق وقال إنه يوجد آثار للبارود وأن الوفاة جنائية ولولا ذلك لقيدت الواقعة قضاء وقدراً.

قضية أخرى :ابلغت الشرطة عن وجـود شـخص مـتـوفي في العراء، ويبعد عن خط الأسفلت الرئيسي بحوالي نصف كيلو متر ويبعد عن أقرب تجمع سكاني حوالی ۳۰۰ متر وعند وصول الضابط المحقق إلى مكان الوفاة اتضح من المعاينة ما يأتي: عدم وجود آثار عنف أو عراك حول الجثة وأن الحذاء كان مرتباً والأمور عادية.ووجـود مـسـدس وثلاثة أظرف فـارغـة الظرف الأول تحت الجثة والثاني يبعد عن الجثة مترا عن قدمه اليسرى والثالث بجوار القدم اليمنى بمسافة ثلاثة أمتار،
وجراب المسدس بجوار اليد اليسرى.
كما وجد الشماغ ملفوفا حول البطن فوق أثر البارود .

بعد الكشف على الجثة بواسطة الخبراء اتضح الآتى أن الجثة في دور التعفن الرمي والوفاة منذ أسبوعين وأن بعد الإصابة الموجودة في البطن لا تتجاوز ٢٥سم وذلك بعد تجارب أجريت على المسدس نفسه، وعلى الطلقات التي كانت مع المتوفى وان مسار الطلقة كان على شكل أفقى من الأمام إلى الخلف.مع تطابق خصائص الأظرف الثلاثة الفارغة في جميع نقاطها؟

كما ثبت بالتحليل الكيميائي وجود نسبة من الكحول في دم الـمـتـوفـى قـدرت بنسبة تجعل متعاطيها ضعيف الإدراك وقليل التركيز في الوعي والحركة.

تحليل القضية :أولاً استبعاد الشبهة الجنائية.ثانياً: ممكن أن تكون الوفاة انتحاراً وخاصة أنه لا توجد آثار أقدام أخرى أو سيارة…إلخ الآثار وخاصة أن المتوفى كان في حالة السكر.ثالثا: ممكن أن تكون الوفاة عرضية نتيجة العبث بالمسدس ويكون أطلق الطلقات الأخرى للاستغاثة.

قرار رقم 47 وتاريخ ١٣٩٦/٨/۲۰هـ بشـأن إباحـة التـشـريح للجناية فـفي الدورة التاسعة لمجلس هيئة كبار العلماء بالنسبة للحكم القسـم الأول : التشريح لغرض التحقيق عن دعوى جنائية القسم الثاني: التشريح لغرض التـحـقـيق عن أمراض وبائيـة لـتـتـخـذ على ضوئه الاحتياطات الكفيلة بالوقاية منها.

وبعد تداول الرأي والبحث والمناقشة قرر المجلس ما يلى :بالنسبة للقسمين الأول والثاني فإن المجلس يرى أن في إجازتهما تحقيقا لمصالح كثيرة في مجالات الأمن والعدل ووقاية المجتمع من الأمراض الوبائية ومفسدة انتهاك كرامة الجثة المشرحة مغمورة في جنب المصالح الكثيرة

زر الذهاب إلى الأعلى