آراء

شعبان محمد شحاتة رئيس القلم الشرعي بالعدوة يكتب : فريضـة محكمـة وسنة متبعة

سنتناول بالشرح والتفصيل المبادئ في شرح رسالة عمر ين الخطاب في القضاء، المبدأ الاول ضرورة القضاء ووجوبه وانه فريضة من فرائض الدين: فيقول عمر رضى الله عنه في رسالته إلى أبي موسى الأشعري “فإن القضـاء فريضـة محكمـة وسنة متبعة”

والقضاء هو ضروري للمجتمع وبه تستقر الحياة على ألارض ويطمئن الناس علـى أنفسهم وأموالهم وينبع القضاء في الإسلام من الان “واحكامه تحمل العدل والانصـاف ويستمد القضاء أحكامه من كتاب الله وسنة رسوله أو ما أجمعت عليه الأمة ومما يدل على مشروعية القضاء في الكتاب قوله تعالى ” يا داود إنا جعلناك خليفة في فاحكم بين الناس بالحق ) وقوله تعالى ( وان احكم بينهم بما أنزل الله ) . وقوله تعالى ” فاحكم بينهم بالقسط . وقوله تعالى ” إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس”

والحكم مأخوذ من أحكام الشئ لما فيه من الالتزام وهذا يكون فـى القضـاء .وقد جاءت الأحاديث الكثيرة في السنة النبوية بخصوص القضاء ونختار منها بعض الأحاديث.عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليـه وسـلم يقول ” إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر · وعن عبد الله بن عمرو ” أن رجلين اختصما إلى النبي ﷺ فقال لعمـرو ” اقـض بينهما فقال اقض بينهما وأنت حاضر يا رسول الله ؟ قال: نعم على انك إن أصبت فلك عشـر أجور وإن اجتهدت فأخطأت فلك أجر” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله مع القاسم حين يقسم ومع القاضي حين يقضي. ويقول الإمام أحمد بن حنبل ” لا بد للناس من حاكم ، اتذهب حقوق الناس ، وهـذا وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم القضاة ليحكمـوا بيـن النـاس وهكـذا الخلفـاءالراشيدين من بعده.

فعن على بن ابی طالب قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيـا فقلت: يا رسول الله ترسلني وأنا حديث سن لا علم لي بالقضاء فقال أن الله سيهدي قلبـك
ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت مـن الأول فإنه أجدى أن يتبين لك القضاء .قال فما زلت قاضيا أو ما شككت في قضاء بعد والقضاء فرض كفاية إذا قام به بعض من يلزمه سقط الإثم عن الباقين وإذا امتنعـواعن توليه صار عليهم فرض عين

وروى ” وساوم عمر بن الخطاب بغرس فركبة ليشوره ، فعطب فقال للرجـل خـذ فرسك، فقال الرجل : لا ، قال : اجعل بيني وبينك حكما، قال الرجل شريح فتحاكي اليـه فقال شريح : يا أمير المؤمنين خذ ما اتبعت أورد كما أخذت ، فقال عمر وهـل القضـاء إلا إلى الكوفة ، فبعثه قاضيا عليها . قال: وأنه لاول يوم عرف فيه. ولو لم يكن خصومه وقضاء لأكل القوى الضعيف وسادت الفوضى فى المجتمـع ويقول الله تعالى ” ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع …”

وحتى نطبق النظم والقوانين ويتحقق العدل ويعم الأمن لابد من قضاء وسلطة تقـوم بحماية الحقوق والالتزام بالواجبات والقضاء أعظم مظهر يحقق العدل والإنصاف

والقضاء هو السلطة التي تفصل بين الناس عند الاختلاف وتلزم الناس بالعدل لأن الظلم والجحود والاعتداء من طبائع النفس البشرية وللقضاء أهمية أخرى في أنـه يقضى على الفساد والمفسدين وينهي النزاع بين الناس وينصر المظلوم ويحل الأمن والطمأنينة في النفوس ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علـى يديـه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده” وقال تعالي” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء الله ولو على أنفسكم أوالوالدين والأقربين

قـال محمـد رشید رضا في تفسيره القوامين بالقسط هم الذين يقيمون العدل على أتم الوجـوه وأكملها وأدومها فالقيام بالشيء هو الاتيان به مستويا تاما لا نقص فيـه ولا عـوج ..

وذكـر بعض المفسرين أنه يستفاد من الآية وجوب العدل على القضاة والولاة وأن لا يعدلـوا عـن القسط لأمر تميل اليه النفوس وشهوات القلب من غنى وفقير أو قرابة بل يستوى المدني الشريف والقريب والبعيد

زر الذهاب إلى الأعلى