أهم الأخبارآراءعمال

ناجح جمعة يكتب: عمال المناجم والمحاجر.. جنود تحت الأرض جددوا العهد مع الدولة بعد 30 يونيو

 

في أعماق الأرض، حيث لا يصل الضوء إلا عبر عرق جبين العمال، سطّر عمال المناجم والمحاجر فصولاً جديدة في ملحمة الكفاح المصري، فكانوا أحد أعمدة ثورة 30 يونيو، ممن رفضوا استغلال الدين لتفتيت الوطن، ووقفوا ضد مخطط جماعة الإخوان الذي كاد أن يعصف بمقدرات البلاد.

هؤلاء العمال، الذين يواجهون المخاطر يوميًا في باطن الأرض من أجل نهضة الاقتصاد الوطني، لم يكتفوا بالصمت في مواجهة الظلم، بل كان لهم صوت في الميادين، وموقف صلب داعم للدولة وقتما احتاجت إليه.

كان قطاع المناجم والمحاجر أحد القطاعات التي شعرت بالخطر المباشر من سياسات الجماعة الإرهابية، التي حاولت تمرير مخططات ببيع الثروات المعدنية لمستثمرين مشبوهين، والتفريط في مواقع استراتيجية غنية بالذهب والفوسفات والحجر الجيري.

خرج عمال مناجم السكري، ومحاجر أسوان والمنيا، ومناجم الفوسفات في الوادي الجديد، ليعلنوا رفضهم لأي خصخصة مشبوهة أو إدارة غير وطنية للثروات الطبيعية.

وكان حضورهم في ميدان التحرير ومدن الصعيد وسيناء رسالة قوية بأن مصر لن تُنهب تحت غطاء الدين أو الشعارات الزائفة.

ومع انطلاق الجمهورية الجديدة، كان لعمال المناجم والمحاجر نصيب من التنمية والاستقرار، فشهد القطاع زيادة الاستثمارات في شركات التعدين الوطنية، ما فتح آلاف فرص العمل ، و تحسين بيئة العمل والسلامة المهنية، بقرارات إلزامية لتوفير المعدات الحديثة ووسائل الحماية.

كما تم إطلاق المبادرة القومية لتدريب عمال المحاجر، لضمان تأهيلهم للتعامل مع التكنولوجيا المتطورة في استخراج وتصنيع الخامات، و إدخال عمال المناجم ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، بعد سنوات من المعاناة مع حوادث العمل والأمراض المهنية دون مظلة حماية.

وفي الذكرى الثانية عشر لثورة 30 يونيو، اوجّه ومعي كل عمال المناجم والمحاجر رسالة بأننا لن ننسى أن الثورة أنقذتنا من التهميش والانهيار.. ونعاهد القيادة السياسية على الاستمرار في الإنتاج والدفاع عن مقدرات الوطن ، سيظل عمال المناجم والمحاجر وقياداتهم النقابية ، باقون على العهد، وأنهم أول من يضحّي إن اقتضى الأمر، لأنهم يعرفون قيمة الوطن، ويدركون حجم ما تحقق منذ الثورة من استقرار وإعادة بناء للدولة على أسس حديثة وعادلة .

عمال المناجم والمحاجر، وإن كانوا بعيدين عن ضوء الكاميرات، إلا أن ضوء الوطنية يشع من مواقع عملهم، هم رجال لا يرفعون شعارات، بل يترجمون الانتماء إلى فعل يومي، بمطرقة، وبحفار، وبجهد لا يعرف الكلل.

وفي كل ذكرى لـ30 يونيو، يثبتون أنهم ليسوا فقط “عمالاً تحت الأرض”، بل رجالاً في أعلى قمم الوعي الوطني والانتماء للدولة.

 

ناجح جمعة الأمين العام للنقابة العامة للعاملين بالمناجم والمحاجر

زر الذهاب إلى الأعلى