آراء

شعبان شحاته يكتب من وصايا عمر المساواة والعدل بين الخصوم في القضاء

.

قال عمر رضي الله عنه في رسالته: واس ييأس وضيع في عدلك”.(بين الاثنين في مجلسك .حتى لا يطمع شريف فـى حيفـك ، وحديث أم سلمة ” أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظة وإشارته ومقعده ولا يرفعه صوته على أحد الخصمين مالا يرفعه علـى الآخر “. رواه عمر بن أبي شيبة في كتاب قضاة البصرة (حديث ضعيف).

روى أن رجلا شكا المأمون إلى القاضي يحيى بن اكتم فنودي الخليفة ليجلس مـع خصمه فاقبل ومعه غلام يحمل مصلى فأمر القاضي بالجلوس فطرح المصلى ليقعد عليه فقـال له يحيى : يا أمير المؤمنين لا تأخذ على خصمك شرف المجلس . فطـرح للخصـم مصلـى أخرى فجلس عليه. والتراث الإسلامي به كثير من القضاة ممن أثروا بشخصياتهم الفذة تراثنـا القضـائي وكانوا للظالمين خصوما وللمستضعفين أنصارا وأعوانا عرفوا بنزاهة الأحكام والثبات علـى الحق ورد البغي والضيم دون مداهنة أو تزلق. كان شعارهم تقوى الله ومخافته . فلا غــرو أن أصبحوا نماذج حية للخلق الرصين والكلمة الحق.

ومن مواقف الإمام على رضى الله عنه ” انه دخل مع خصم له زمي علـى القـاضي شريح فقام له فقال هذا أول جورك ثم اسند ظهره إلى الجدار وقال : أما أن خصمى لو كـان مسلما لجلست بجانبه ومما روى عن القاضي الفنارى . ولى القضاء في بروسة من أعمـال تركيا وروى عنه أنه رد شهادة السلطاني العثماني بايزيد بن مراد في قضيـة . ولمـا سـأله
السلطان عن سبب ذلك الرد قال : إنك تارك للجماعة . فبنى السلطان أمام قصره مسجدا ولم يترك الجماعة بعد ذلك.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن اعتى الناس على الله وأبغض الناس إلـى الله وأبعد الناس من الله يوم القيامة رجل ولاه من امة محمد شيئا ثم لم يعدل فيهم وقال عليـه
الصلاة والسلام ” ما من أحد أقرب من الله يوم القيامة بعد ملك مصطفى أونبي مرسل من أمام عادل ولا أبعد من الله من أمام جائر يأخذ بحبه أي يحكم بهواه

وقد تداعى عمر بن الخطاب مع ابي بن كعب عند زيد بن ثابت فأتى مع خصمه زيدا في منزله فلما دخلا عليه قال له عمر جئناك لتقضى بيننا وفي بيته يؤتى الحكم ، فتنحى زيـد
عن صدر فراشه وألغى بوسادة إلى عمر وقال هاهنا يا أمير المؤمنين فقال عمر: جـرت یا زيد في أول قضائك ولكن اجلسني مع خصمی فجلسا بين يديه.

وقد جاء في اخبار القضاة لوكيع أن عمر بن الخطاب رضـى الله عنـه كـتـب إلـى معاوية وهو أمير الشام : أما بعد فاني كتبت اليك في القضاء بكتاب لم الـك فيـه ونفسـى خيرا، فالزم خصالا يسلم دينك وتأخذ بأفضل حظك عليك إذا حضر الخصمان فالبينة العــدول والأيمان القاطعة، أدن الضعيف حتى يجترئ قلبه وينبسط لسانه ، وتعاهد الغريب فإنه أن طال حبسه ترك حقه وانطلق إلى أهله وإنما أبطل حق من لم يرفع رأسا وأحرص علـى الصلـح بين الناس مالم يستبن لك القضاء) وروى عن الشعبي قال : جاء الأشعث بن قيس إلى شـريح في مجلس القضاء فقال . مرحبا بشيخنا وسيدنا وهاهنا هاهنا فأجلسه معه فإذا رجل جالس بيـن يدى شريح فقال مالك يا عبد الله؟ قال جئت أخاصم الأشعث بن قيس . قال قم مـع خصمـك،قال وما عليك أن تقضى وأنا هاهنا قال : قم قبل أن تقام فقام وهو مغضب.

وعن علي بن أبي طالب رضي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إذا تقاضي اليك رجلا فلا تقض للأول حتى تسمع كلام الأخر. فسوف تـدرى كيف تقضى قال على : فما زلت قاضيا بعد رواه الترمذي وأحمد وأبو داود وقال ابـن القيـم (نهى عن دفع أحد الخصمين عن الآخر وعن الإقبال عليه وعن مشـاورته والقيـــام لـه دون خصمه لئلا يكون ذريعة إلى انكسار قلب الأخر وضعفه عن القيام بحجته وتفل لسانه.

وقال ابن رشد: اجمعوا على أنه يجب عليه أن يسوى بين الخصمين فـى المجلـس.ويستفاد من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن العدل بين الخصوم هو أســـاس الحكـم
فيجب على القاضي أن يعدل بين الخصمين إذا ترافعا اليه في كل شئ حتى في اللفظ واللحظ

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى