آراءدين و دنيا

من فضائل قراءة القرآن الكريم (٤)

 

د.فتحي حسين

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى ،وفضله علي سائر الكلام، كفضل الله علي خلقه ،وقراءته افضل ما تحرك به اللسان ،فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها” ،وعن فضل تعليمه ،قال عليه الصلاه والسلام:” خيركم من تعلم القرآن وعلمه” ،وقوله أيضا :” من علم آية من كتاب الله عز وجل كان له ثوابها ما تليت” ،وعن فضيلة تعلم القرآن وحفظه والمهارة بقراءته، قال صلي الله عليه وسلم:” مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة،ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران” ،وقوله عليه الصلاه والسلام أيضا:” يقال لصاحب القرآن: أقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ،فإن منزلتك عند اخر آية تقرأ بها ” .
وعن اجر من تعلم ولده القرآن ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل الشمس ،ويكسي والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا ،فيقولان : بم كسينا هذه ،فيقال : يأخذ ولد كما القرآن ” .
كما أن القرآن له شفاعة لصاحبه في الآخرة ،كما قال عليه الصلاة والسلام:” اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ” وقوله أيضا :” الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة” . كما أن هناك اجر في الاجتماع لتلاوته وتدارسه ،كما في قوله عليه الصلاة والسلام:” ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالي يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيما عنده” رواه مسلم.
وعن كيفية القراءة للقرآن ،فان قراءة القرآن والذكر في الصلاة وغيرها لا يعتد به حتي يتلفظ به بحيث يسمع نفسه ،دةن تشويش علي غيره وينبغي للإنسان أن يتمهل في قراءته ،فقد سئل أنس رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : “كان يمد مدا وإذا قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ،يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم”. وكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجعلون لأنفسهم نصيبا من القرآن كل يوم ،ولم يداوم أحد منهم علي ختمه في اقل من سبعة أيام ،بل ورد النهي عن ختمه في اقل من ثلاثة ايام . وعن اداب قراءة القرآن الكريم، فقد ذكر ابن كثير ادابا منها : أن لا يمس القرآن ولا يقرأه إلا وهو طاهر ،وأن يستاك قبل تلاوته ،وان يلبس أحسن لباسه ،وان يستقبل القبلة وان يمسك عن القراءة
اذا تثاءب ،والا يقطع القراءة بكلام الا لحاجة ،وان يكون حاضر الذهن وان يقف علي آيه الوعد فيسأل وآيه الوعيد فيستعيذ ،والا يضع المصحف منشورا ولا يضع فوقه شيئا ،والا يجهر القراء بعضهم علي بعض في القراءة ،والا يقرأ في الأسواق وأماكن اللغط.
لذا فاحرص اخي علي قضاء وقتك في قراءة القرآن ،واجعل لنفسك قدرا يوميا لا تتركه مهما كان الأمر ،وقليل دائم خير من كثير منقطع ،وحتي لا تكون ممن هاجروا القرآن ،فانه أعظم ما في هذا الكون ،فما اجمل من نعمة القرآن الكريم ،فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى