آراء

يوسف عبداللطيف يكتب: عاشوراء رمزا للانتصار وليس عرضا من اللطم والضرب وإثارة الكراهية

عندما أطل يوم عاشوراء هذا العام، وجدتني أعود بقوة إلى جذوري، أتمعن في المواقف، وأقلب الصفحات المنسية من تاريخ أمتنا الإسلامية، وأتساءل: كيف انقسمنا إلى هذا الحد؟ كيف تحول يوم نجّى الله فيه نبيّه من طغيان فرعون إلى يوم من اللطم والدماء والتخدير الطائفي؟ وأنا أكتب هذه الكلمات، لست باحثًا عن المجاملة، ولا أسعى لتوازنات مصطنعة؛ بل أكتب رأيًا شخصيًا واضحًا لا مواربة فيه؛ يوم عاشوراء فضح التاريخ الشيعي الدموي، وذكّرنا نحن أهل السنة بأن لنا جذورًا نقية، وعقيدة لا تتلون ولا تتاجر بالمآسي.

يوم عاشوراء عندنا نحن المسلمين السنة هو يوم عظيم نجّى الله فيه نبيه موسى عليه السلام وقومه من بطش أعتى طاغية عرفه التاريخ؛ فرعون مصر. هذا اليوم نحتفي به بالصيام، نتقرب فيه إلى الله شكرًا وامتنانًا، وهو سُنة نبوية مؤكدة، سلك فيها رسول الله ﷺ سبيل أخيه نبي الله موسي عليه السلام، ليجعل من هذا اليوم رمزا للانتصار الإلهي، للعدل على الظلم، وللحق على الباطل. عاشوراء عندنا ليس مسرحًا للدماء، ولا حلبة لاستعراض الحزن المصطنع، بل لحظة إيمانية خالصة، نُطهر فيها النفس بالصيام، لا بالخرافة.

في المقابل، حول الشيعة هذا اليوم إلى عرض مسرحي دموي؛ يوم من اللطم، والضرب، وشق الجيوب، وإثارة الكراهية، تحت شعار “الثأر للحسين”. ولكن دعونا نضع النقاط على الحروف؛ من قتل سيدنا الحسين رضي الله عنه؟ من تآمر عليه؟ من دعاه إلى الكوفة ثم خانه وتخلى عنه؟ إنها صفحات مدونة بمداد الخيانة والغدر، كتبها أجدادهم بأنفسهم، ثم بكوا على جريمتهم لقرون طويلة، لا لأنهم نادمون، بل لأنهم أتقنوا حرفة المتاجرة بالمآسي.

حين ننظر في تفاصيل مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، لا نرى سوى خيانة شيعية واضحة لا لبس فيها. شيعة الكوفة كتبوا له الرسائل، بايعوه، ثم لما جاءهم، أغلقوا الأبواب وتركوه وحيدًا في كربلاء. لا عدو في التاريخ ارتكب جريمة أبشع من خيانة من يدّعي المحبة. قتلوا الرجل الطاهر، ثم ورثوا جريمة أجدادهم، وبدل أن يعتذروا، أسسوا طقوسًا يلطمون فيها وجوههم، ويسيلون دماءهم، ويوهمون الناس أنهم أهل الوفاء!

التاريخ الشيعي هو سجل طويل من العنف، من الاغتيالات، من التحالف مع أعداء الأمة عبر العصور. في الدولة العباسية، تحالفوا مع القرامطة، وشاركوا في مجازر مكة. في عصر الدولة الفاطمية، نشروا الرعب باسم الدين. في الحروب الصليبية، خانوا صلاح الدين وتحالفوا مع الصليبيين. وفي العصر الحديث، لا يمكن نسيان خيانتهم في العراق وسوريا واليمن. تحالفوا مع كل من حمل سيفًا على أهل السنة، وتستروا بعباءات الطائفية. والآن، في زمن تداخلت فيه الحقائق، يخرجون علينا بعبارات التعايش والمظلومية، بينما خناجرهم لا تزال تزرع الألم في أوطاننا.

أقولها بلا خوف: الشيعة هم امتداد لحركة باطنية استثمرت في الكراهية، وشيدت مذهبها على أساس دم سيدنا الحسين، لا حبًا فيه، بل لأن قتله أتاح لهم سلاحًا دعائيًا لنزع الشرعية عن أهل السنة والجماعة. نحن الذين نوقر آل بيت النبي حق توقير، نحب أسيادنا الحسن والحسين وستنا فاطمة وعليًا رضي الله عنهم جميعا وبقية آل البيت، لا نغلو ولا نكفر، ولا نلطم ولا نشتم. نحبهم كما أحبهم النبي ﷺ، لا كما شوّهت صورهم أساطير الرافضة.

في يوم عاشوراء هذا، ومع تصاعد الحراك الشيعي العالمي المسلح والمدعوم من إيران، ومع تغلغلهم في مفاصل الدول العربية، يجب أن نُعيد النظر بجرأة: هل ما زال الصمت مجديًا؟ هل ما زالت لغة التجميل السياسي تفيد؟ هل نبقى أسرى عبارات جوفاء عن “وحدة الصف” في حين يُهدد الصف من داخله؟ من يزرع الفتنة باسم الحسين، لا يبحث عن الحق، بل عن الفوضى. من يُقسم المسلمين إلى سنة وشيعة، ويجعل من الحسين سلاحًا سياسيًا، لا يمكن أن يكون من أتباع آل البيت، بل من خنّاقيهم الجدد.

يجب أن نستعيد يوم عاشوراء من براثن الطقوس الغريبة. يجب أن نرفع صوتنا عاليًا: هذا اليوم ليس لكم. هو يومٌ نحتفل فيه بانتصار النبوة، لا بانكسار الخيانة. هو يوم موسى عليه السلام، ويوم النبي ﷺ، لا يوم تسييس المآسي. هو يوم نطهر فيه أرواحنا بالصيام، لا نُلوث فيه الميادين بالطين والدم. يوم عاشوراء كشف الفجوة بين عقيدة نقية تسعى للنور، ومذهب يقتات على الدم والدموع والكراهية.

في زمن تنهض فيه الأمم، لا يجوز أن نسمح لأساطير مظلمة أن تحكم حاضرنا. من أراد سيدنا الحسين، فليتبع نهجه، لا أن يتاجر بموته. ومن أراد الحق، فليقل الحق، ولو على طائفة كاملة. وأنا أقولها من قلبي؛ لن تُحجب شمس الإسلام النقي بغيوم الشيعة. سيبقى يوم عاشوراء ذكرى للنصر، لا مسرحًا للهزيمة.

هذا رأيي، أقوله كما هو، دون تجميل، ودون اعتذار.

زر الذهاب إلى الأعلى