آراء

د.فتحي حسين يكتب: شهر علي العدوان الإسرائيلي على غزة !

 

مر حوالي شهر بالتمام علي أحداث غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت القصف والحصار الإسرائيلي والمفروض على قطاع غزة بفلسطين ،والقنابل والصواريخ التي يتم إطلاقها علي البيوت والمدارس والمستشفيات وليس علي الاماكن العسكرية فحسب ،والتي نتج عنها حوالي ١٠ آلاف شهيد ،منهم اكتر من ٤ آلاف طفل قتيل وشهيد ،و اكتر من ٢٥ الف مصاب و وجريح في حالة صعبة جدا ،فضلا عن تدمير البنية التحتية والمنازل والبيوت والجوامع والمستشفيات والمدارس ،وقطع الكهرباء والانترنت ووسائل التواصل بين الأفراد ،علاوة علي نقص الوقود ،وعدم السماح بتوصيله الي غزة ،واطلاق مرسوم بمنع عودة كل العاملين الفلسطينيين من غزة للعمل في المصانع والشركات الإسرائيلية بعد الانتهاء من العدوان ،وهو ما زاد من بطالة الشباب والرجال في غزة بفلسطين ،وهو ما زاد الأحوال طينا سوءا ،وكل هذا مع نقص المساعدات اللازمة من الأدوية والأغذية والدعم المادي ،وهو ما دفع مصر مؤخر الي فتح معبر رفح لدخول عدد من الحالات المصابة والخطيرة الي العلاج في مستشفيات العريش و سيناء ،وعودتهم مجددة الي غزة ،فضلا عن تقديم مصر لأكبر المساعدات الإنسانية والاجتماعية من أطعمة وأدوية الي شعب غزة ،بصفة مستمرة ،ورغم كل هذا الخراب الذي حدث في غزة من تحطيم البيوت وقتل المواطنين من أطفال وشباب ونساء وشيوخ ،ورجال إلا أن العالم لا يزال يتفرج علي الأحداث المأساوية ولا يحرك ساكنا بالرغم من المظاهرات التي تجوب مختلف بلاد العالم ،وامام مختلف السفارات الأمريكية والإسرائيلية في كل مكان وهو ما دعا مصر الي الدعوة لقمة القاهرة للسلاملقطع الطريق علي إسرائيل وإجهاض مخططها الشيطاني بنقل مواطنين غزة الي مصر ، وتصفيه القضية الفلسطينية تماما،وهو ما رفضه بالطبع الشعب الفلسطيني نفسه والذي تمسك بأرضه ،التي يعتبرها عرضه وشرفه وكرامته ،ومن أجلها يموت شهيدا علي أرضه !

شهر بالتمام مر علي شعب غزة وكأنه ألف سنة من العذاب والخوف والقلق والحرمان والحزن وسرادق العزاءات اليومي ،ومشهد الجنائز التي تعرف طريقها الي المقابر ،ربما تكون المقابر ارحم لهم من الحياة التي كتب لهم فيها أن يعيشون في الظلام وتحت نيران المحتل الإسرائيلي الغاشم البغيض الذي لا يعرف معني للإنسانية ولا للأخلاق ولا للدين ،فجميع الأديان كلها تلفظ قتل النفس بغير حق ،ولكن اليهود لا يعرفون سوي القتل والإبادة ،لدرجة أن وزير الدفاع الإسرائيلي صرح بأنه يمكن استخدام القنبلة النووية لإبادة الشعب الغزاوي ،لاجل الانتهاء تماما من القضية وتحدث الرئيس الأمريكي بايدن عن الهدنة الإنسانية وليس وقف إطلاق النار !

شهر من الدمار عاشته الأسر الفلسطينية في غزة ولم يذوقوا فيها طعم الراحة ولا النوم الهاديء ولا يري فيه الاطفال سوي الرعب والخوف ودموع ونحيب الامهات علي ذويهم من الشباب والأطفال ،ولم يستطيع الاهالي إنقاذ ذويهم من تحت أنقاض العمارات والبيوت التي هدمت بسبب الصواريخ الإسرائيلية والطائرات التي تلقي بالقنابل والرصاص علي الشعب الأعزل في مشهد لم يحدث منذ احتلال فلسطين عام 48 حتي الان !

وكل ما فعله العرب خلال الشهر المنقضي هو الشجب والادانة والدعوة فقط الي ضبط النفس ،والمطالبة باحترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والتي لم نحترمها أو تسمع إليها إسرائيل المحمية بامريكا في المنطقة ،فضلا عن ارسال مساعدات ،ولكن اتخاذ موقف أشد قوة بقطع علاقات مثلا ،فلم تتخذه أي دولة من الدول العربية ،سوي بعض الدول الأوربية ..كل هذا يدعونا الي أن نقول للشعب الفلسطيني لك الله يا اعظم شعب ،تحمل الكثير لأجل القضية العربية وثالث الحرمين الشريفين،المسجد الاقصي..

زر الذهاب إلى الأعلى