حسام الفحام يكتب : ورطة الخادم العثمانلي .. و المستنقع المصري

 

مع دخول مذكرة التفاهم ذات الطبيعة القانونية المؤقتة التي وقعها أردوغان مع حكومة العميل التركى الاخوانى فايز السراج لترسيم الحدود البحرية بين البلدين حيز التنفيذ، رسمياً، في 8 ديسمبر الحالي، وتصديق البرلمان التركي عليها في الخامس من الشهر نفسه، بدأت دوافع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحقيقية في الظهور، خصوصاً مع اشتراط هذا الاتفاق عدم دخول أي طرف منهما في اتفاقية ترسيم حدودي بحري مع أي دولة أخرى دون موافقة الطرف الثاني.

والحقيقة التى ربما لا يعرفها كثيرون ان اتفاقية أردوغان- السراج تُحوّل ليبيا إلى بلد مُحتل فى زمن انتهى فيه الاحتلال والاستعمار.

الأمر يعني أنّ تركيا تلعب بالجغرافيا السياسية لتكون حاضرةً في شرق المتوسط، وهي المنطقة الغنية بآبار الغاز الطبيعي، كما لو كانت صاحبة مياه إقليمية وحارسة للساحل الليبي الممتدّ، الذي يُعدُّ أطول ساحل لبلد إفريقي مُطلٍّ على البحر المتوسط.

إذ يبلغ طوله 1770 كيلومتراً حوالى 1.100 ميل بحرى، فبناءً على هذا الاتفاق لا يمكن أن تتفق حكومة الوفاق مع أي طرَف آخر إلا في وجود تركيا وموافقتها؛ إذ تستند أنقرة في توقيع تلك الاتفاقية على مبدأ الجُرف القاري الذي يضمن سيادتها على البحر المتوسط إلى نحو 200 ميل بحري!

تركيا تستهدف مصر وتناوِش قبرص واليونان. منذ إسقاط حكم الجاسوس الإخواني محمد مرسي أخذت السياسات التركية تتبع منهجاً استفزازياً تجاه مصر، وهو أمر تتفهمه الأخيرة تماماً، لوجود تحالف تركي إخواني مُعادٍ لهـا، لذلك دخلت في محادثات جادّة مع اليونان لتحديد المناطق الاقتصادية البحرية بين البلدين.

الاتفاقية معدومة الأثر القانوني لأنّها خارج إطار الصلاحيات لحكومة الوفاق الليبية المقررة في اتفاق الصخيرات

في نوفمبر 2014، عقد السيسي قمة ثلاثية مع نظرائه القبارصة واليونانيين للترويج لصفقة توريد الغاز من الحقول البحرية القبرصية إلى مصر.

كما أجرَت مصرُ مناورات جوية مشتركة مع اليونان في المنطقة منذ العام 2015، كان أوّلها، مناورات “ميدوسا”، في جزيرة رودس اليونانية على بعد اثني عشر ميلاً فقط من الساحل التركى وفي العام 2018، بدأت القوات القبرصية المشاركة في مناورات ميدوسا وبشكل منفصل.

أجرت هذه القوات ثلاث جولات من المناورات المشتركة في وقت سابق من العام نفسه، وهو ما يعطي انطباعاً مؤكداً بأنّ الدول الثلاث، مصر واليونان وقبرص، لا تغفل عن استفزازات أردوغان ومحاولاته فرض هيمنته في منطقة شرق المتوسط

الخادم العثمانلي يدرك أنّه دون هؤلاء الحلفاء المؤثرين فإنّ أنقرة تواصِل ترسيخ مكانتها في شرق البحر المتوسط من أجل متابعة مصالحها في مجال الطاقة والأمن، وفي الوقت نفسه مناوَشة اليونان وقبرص.

اخوان ليبيا يخاطبون السراج من اجل تركيا ،
استدعى هذا الاستفزاز ردَّ فعل مصريّاً مضاداً، أسفر عن بيان ثلاثي مع اليونان وقبرص يعترض على الاتفاق الثنائي، وفي الوقت نفسه بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في تطوير عملياته العسكرية في ليبيا، فتصدّت قواته لأرتال عسكرية تابعة لتركيا في الأراضي الليبيه، كما أسقط طائرة تركية بدون طيار في مجال سيطرته.

وبلغ الأمر ذروته بتنفيذ القوات البحرية المصرية تدريباً بحرياً جاءت تسميته في بيان المتحدث العسكري بأنّه في “مسرح عمليات” البحر المتوسط، وهي كلها تطورات حقيقية على أرض الواقع تثبت أنّ الأمر جادّ، وأنّ الاستفزازات التركية انتقلت من مرحلة التلويح الكلامي، إلى المواجهات المباشرة، والتحرُّش العسكري بطريق غير مباشر.

الاستفزازات التركية انتقلت من مرحلة التلويح الكلامي إلى المواجهات المباشرة والتحرش العسكري بطريق غير مباشر ، وهو ما يُفهَم منه أنّ أردوغان وحزبه الإسلامى دموي “العدالة والتنمية” ما تزال تراودهما أحلام استعادة “أمجاد الماضي”.

وهو ما حدا بهما إلى تبني أهداف سياسية واستراتيجية تمكّن من الولوج إلى النفق العثماني الاستعماري القديم، ومحاولة فرض النفوذ السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري التركي، والدخول في مقايَضات سياسية وجيوسياسية تضمن له الوجود كلاعب رئيسي في المنطقة العربية.

الأمر الذي يجعلنا نضع التحرك التركي الأخير في البحر المتوسط، للبحث عن الطاقة ولتأمين الوجود الاستراتيجي للدولة ومسارات الملاحة البحرية والجوية، كنوع من المقايَضة الاستفزازية لمصر تحديداً؛ باعتبارها ما تزال الرقم الأصعب في أي معادلة في منطقة الشرق الأوسط.

بصرف النظر عن كون تلك الاتفاقية التركية الليبيه معدومة الأثر القانوني؛ إذ لا يحق لحكومة الوفاق الليبية توقيع الاتفاقيات مع تركيا؛ لأنّ ذلك يقع خارج إطار الصلاحيات المقررة في اتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة في ١٧ ديسمبر 2015..

إنّ مواجهة التمدد التركي في المنطقة يستلزم أن تكون القاهرة وأثينا دائماً في تواصُل وتداوُل أفكار ومعلومات ورؤى سياسية واستخباراتية وعسكرية.

ولا سيما أنّ اليونان تخسر جزءاً كبيراً من منطقتها الاقتصادية الخالصة لحساب تركيا، واعتقادها بحقها التاريخي في البحر الأبيض المتوسط؛ إذ ترتبط اليونان بحدود بحرية مشتركة مع دولتي الاتفاق ليبيا وتركيا، كما أنّ وجود اليونان كعضو في الاتحاد الأوروبي من شأنه تجييش معظم دول الاتحاد ضد تركيا وأطماعها في البحر المتوسط وثرواته.

من الواضح أنّ تركيا تسعى باتفاقها مع حكومة الوفاق إلى فرض سيناريو مبيّت مفاده دفع مصر واليونان، ولو على المدى المتوسط، إلى التفاوض مجدداً على ترسيم الحدود البحرية وتقاسم المصالح الاقتصادية في المناطق المشتركة، لكنّ الدولتين تعلمان أنّ أردوغان لا يسعى من وراء ذلك إلا إلى فرض الهيمنة ومحاولة استعادة الخريطة الجيوسياسية لفترة عفا عليها التاريخ.

بالنسبة للناس التى تتكلم على الحرب و بتسخن . و تطالب الجيش المصري إنه يخلص الموضوع في ليبيا … حضرتك قاعد على الفوتية في البيت و لا تعلم معنى الحرب و لا تكلفتها .. و كون إن مصر تحارب حرب عسكرية حقيقية منذ 7 سنوات و الجيش لم يشعر الشعب إن فيه حرب.

الصاروخ الوحيد الذى انطلق في الهوا من الغواصة المصرية “الهاربون” ثمنه 3 مليون دولار .. تخيل كم ثمن وتكلفة الحرب الحقيقية .

مصر بخير و أمنها القومي بخير …مصر لديها ما يكفى لتحقيق أمن أمنها القومي .. اتمنى من كل مصرى يحط في بطنه بطيخة صيفي و ويشتغل و ينتج و يحب بلده و لا يصدق الإشاعات التى ستكثر كثيرا من اجل الضغط النفسي علي الشعب المصري بشدة .. ياريت نعرف إن كل “اللى ممكن يحصل ده هجص و ملوش أي قيمة” .

الجيش المصرى جاهز لكل من تسول له نفسه مجرد تفكير ان يعبث بامن مصر القومي ، سيجعله اشرف واشجع الرجال عبرة حتى يعتبر من له عقل .

اهلا بكم فى المستنقع المصري والفخ المحكم .. وان شاء الله تكون نهايتك ايها الخادم العثمانلي .. فوالله لن تستطيعوا معنا صبرا !

الجيش المصري جاهز ياافندم.. والله الموفق والمستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى