آراء

د.فتحي حسين يكتب : العلمانية والهرتلة الإعلامية!

لا يزال الإعلام المصري بقنواته الفضائية المتنوعة يحتاج الي ضبط في ممارساته وبرامجه ،من قبل المجلس الاعلي للإعلام ،بعدما شهدت الساحة الإعلامية وصلات من الردح والصياح واللقاء التهم والمشكلات وإلصاق صفات بالآخرين ما أنزل الله بها من سلطان، وقد أصبحت الهرتلة الإعلامية أو إطلاق كلمات وعبارات أشبه بالرصاص علي الشعب المصري العظيم ،ونعته احيانا بالسلبية واللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية وربما بالتفاهات احيانا من قبل بعض البرامج الفضائية التي تعرض بشكل نصف أسبوعي ،وقد صار بعض المذيعين يقومون بأدوار ليس هي أدوارهم الحقيقية ويخلعون رداء الإعلامي ويبدلونه برداء المحلل السياسي والاقتصادي والنفسي والاجتماعي والعلم ببواطن الأمور ،وهو في الحقيقة لا يفقه كثيرا مما يقول ،وانما يخرج من فمه وينطق بلسانه ما لا يصح ويقول ما هو أشبه بالهرتلة الاعلامية والكلام والسلام الذي لا يقدم ولا يؤخر من منطلق الاستعراض الإعلامي فقط وعمل الشو وربما البحث عن ترند ما علي قنوات اليوتيوب الشهيرة!

فبعض البرامج تنعت الشعب المصري بالسلبية والفشل والتأخر والتراجع والركون إلي عدم تغيير حياته أو مسكنه أو وظيفته ويظل يعمل بها طوال حياته ويرفض الانتقال للسكن في مكان آخر ويطلق أحكام عامة وهذا خطأ فادح يقع فيه الكثير من هذه البرامج التافهة عندما تطلق احكام عامة دون دراسة كافية وارقام محددة من واقع دراسة ومستندات، وانما يكتفي الإعلامي مقدم البرامج أو ما يشبه الإعلامي بما يقوله ويردده من سمع فقط دون التأكد من صحته ومصداقيته!

بعض هذه البرامج تعتمد كليا علي ما يأتي إليهم من وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر واليوتيوب وغيرها ويبنون آراءهم علي ما جاء في هذه المواقع وكأنها شيء مؤكد وامر مسلم به !
بالطبع هو نوع من الهزل والهرتلة والعبط الإعلامي الذي يمارسه للاسف غير متخصصين في الإعلام أو متخصصين في الصحافة فقط ولم يهتمون بالاعلام والتقديم الاذاعي الجيد والاحترافي ،فتكون النتيجة الفشل في التعامل مع الجماهير ،ويستخدمون حناجرهم واصواتهم الزاعقة والصوت العالي ويطلقون احكام خاطئة تسيئ الي الآلة الإعلامية والمنظومة العامة للإعلام المصري وبالتالي صورة الحكومة في عيون المواطنين!

وهناك برنامج فضائية يتباهي فيها مقدمها بأنه علماني معتدل وليس علماني متطرف! ولا اعرف لماذا هو مبسوط ومتباهي بهذا ،وهذا لا يليق بأي حال من الأحوال ،لان الإعلامي لابد أن يكون محايد وربما موضوعي أيضا ولكنه لا يعلن علي الملا بأنه ينتمي إلي فكر ما ،وربما نفس المقدم يقدم كتاب شهير لعميد الادب العربي ويقرأ فيه كلام المفترض معظم الناس قرأته وسمعته ،وينعته بمولانا وأنه لا يمكن لأحد الاختلاف عليه أو المزايدة، ويتحدث عنه وكأنه نبي من الأنبياء والمرسلين! دون أن يتصور أن ينقده أحد لانه محصن من النقد من وجهة نظر الإعلامي الهمام ابو شنب بريمة !

الهرتلة الإعلامية حاليا غير مطلوبة في وقت تشهد الدولة مشروعات قومية عظيمة وقضايا مصيرية ومرحلة تحول تتعلق بمستقبل المواطنين ولا تحتمل اي هرتلات إعلامية وكلام فاضي واستعراض اعلامي ،كما في بعض البرامج التافهة التي تذاع في اخر النهار !
فهناك قضايا خطيرة ،تهم المواطن مباشرة وحياته ومستقبله ،افضل من مناقشة علمانية المذيع من عدمه ،مدي اتفاقه من عدمه مع طرح مقدم أحدي البرامج الاخري حول قضية إسلامية تعد من ثوابت ديننا ،ولا مجال للمناقشة فيها اصلا ونحن في شهر رجب وذكري الاسراء والمعراج!

لابد أن يحترم إعلامنا عقلية مشاهدينا ومكانتهم ووضعهم ومستقبلهم ،وهذا هو المفترض من إعلامنا الفضائي اليوم!

زر الذهاب إلى الأعلى